اللواء محمد نجيب
أول رئيس لجمهورية مصر العربية

وتجدر الإشارة إلي ما تردد حول قيام جى موليه رئيس وزراء فرنسا أثناء العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ بتجنيد اللواء محمد نجيب ليعود لحكم مصر بعد خلع عبد الناصر، فقد نفي المؤرخ العسكري اللواء جمال حماد الوقائع التي نشرتها الصحف الفرنسية، ويؤيد ذلك بأسباب موضوعية منها: ( وطنية محمد نجيب حيث أصيب ثلاث مرات في حرب فلسطين، ولهذا السبب اختاره الضباط الأحرار لإعلان الثورة باسمه في يوليو ١٩٥٢، عدم تمسكه بالسلطة في مارس ١٩٥٤، وأخيرا فالرئيس نجيب منذ إعفائه في ١٤ نوفمبر ١٩٥٤ وهو تحت الإقامة الجبرية في فيلا زينب الوكيل بالمرج حيث ظل فيها لمدة ١٦ عاما وعندما حدث العدوان الثلاثي نوفمبر ١٩٥٦ نقل تحت الحراسة المشددة إلي نجع حمادي ثم إلي بلدة طما في محافظة سوهاج حيث أمضي شهرين كاملين في بيت ريفي، وبعد انسحاب قوات العدوان الثلاثي عاد إلي مكان إقامته بالمرج) .

وفي منتصف الستينات كان مسموحا له بمغادرة البيت مرات قليلة كل شهر وسط حراسة مشددة وبتصريح خاص يتجدد بصعوبة كلما طلب الخروج إلي الشارع ومشاهدة الجماهير، فقد تم سحب سيارته منه دون استئذانه واشتري دراجة، وعندما كان علي ضباط الأمن والحراسة الحصول علي دراجات لمتابعته، صدرت التعليمات بمنعه نهائيا من مغادرة البيت.

وحين سمح له بالخروج في آخر حكم عبد الناصر، وكانت أيضا بصحبة الحرس والمخابرات ذهب للعزاء في صلاح سالم وفوجئ أخيه جمال سالم بحضور محمد نجيب رغم الإساءة التي ألحقوها به، وبالنسبة لرجال الثورة فلم يزوره أحد منهم لتعذر ذلك في حكم عبد الناصر .

محمد نجيب مع أبنائه يوسف وفاروق وعلي

كان ولده "علي" يدرس الميكانيكا، ويعمل في هانوفر بألمانيا الغربية، وقد اتهمه رجال الثورة بشن جملة ضدهم هناك، وطالبوا نجيب بمنع ولده من ذلك ويطلب منه العودة إلي مصر، إلا أنه لم يستجيب لهم، وتم قتل علي فعلا عام ١٩٦٩، وكان يبلغ من العمر وقتها ٢٩ عاما، واعتقلوا ولده الأكبر فاروق في ليمان طره، ورفضوا أن يغادر نجيب البيت ليتقبل جثمانه أو يشهد دفنه .

توفيت زوجته عائشة عام ١٩٧١ بعد وفاة ولدهم بسنتين، أما زوجته الأولي بالسيدة/ زينب أحمد فقد توفيت بعد عائشة وابنته سميحة أيضا توفيت في نوفمبر ١٩٥٠ في السنة الأخيرة بكلية الحقوق، ثم توفي ولده فاروق مريضا بالقلب مثل والدته، ولم يعد يقيم معه سوي ولده الأصغر يوسف، والخادمة والحارس


محمد نجيب خلال فترة حكم الرئيس الســادات

ظل محمد نجيب محدد الإقامة طوال ١٧ عاما إلي عام ١٩٧١ عندما تذكره السادات حيث تم تخفيف الحراسة عنه إلي حد كبير، ولكنه ظل مقيما في القصر المعزول بالمرج ، فقد اصدر السادات قراراه برفع كافة القيود عن محمد نجيب ومعاملته معاملة كريمة، وكثيرا ما كان يتحدث إليه تليفونيا، كما زاد معاشه الشهري إلي ٣٥٠ جنيه، وخصص له سيارتين، وانتقد مهاجمة محمد حسنين هيكل له بعد وفاته لأنه لا يوجد أحد بدون أخطاء .

وجدير بالذكر أن محمد نجيب كان يخصص ربع راتبه منذ بدأ خدمته العسكرية برتبة ملازم ثان لشراء الكتب وأصبحت لديه مكتبته الكبرى التي تحوي ١١ ألف كتابا وعندما تم القبض عليه ونقله إلى قصر المرج أخذوها منه ورفضوا إعادتها إليه.

أما عن الحكمة التي كان يعتز بها في حياته وخرج بها من حياة المعتقل، فهي الآية القرآنية الكريمة، قال تعالي "عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" حيث تفرغ لعبادة الله، وتعلم عدة لغات ( الفرنسية، الألمانية، الروسية، العبرية، الإيطالية) من خلال الأسطوانات والكتب، فأصبح يستمع للأخبار ويقرأ الصحف بجميع اللغات.